قالت امرأة ُ من بني هِـزّان :
أبيات لامرأة يقال لها أم ثواب في ابنٍ لها عقّها:
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه * اُمُّ الطعام ترى في جلده زغبا
حتى إذا آض كالفُحّال شَذَّبه *أبّارهُ ونفى عن متنه الكربا
أنشأ يمزق أثوابي يؤدبني * أبعدَ شيبي عندي يبتغى الأدبا
إني لأبصر في ترجيل لِمتَّه * وخط لحيته في خده عجبا
قالت له عرسه يوماً لتُسمعني * مهلاً فإن لنا في أمنا آربا
ولو رأتني في نار مُسعَّرة * ثم استطاعت لزادت فوقها حطبا
****
{ المعاني و المفردات } :
آض : صيرورة الشيء وتحوله من حال إلى اخر .
الفحال : فحل النخل - واللفظ خاص بالنخل - .
الأبار : الملـقّـح للنخل .
الكرب : أصول السعف والأغداق في النخل .
الترجيل : غسل الشعر ومشعله .
مهلاً : رفقاً ، أي لا تعجل .
الأرب : الحاجة .
****
{ شرح الأبيات } :
(1) تبتدأ الشاعرة أبياتها و اصفتا ً حال ابنها حيث انجبته صغيرا ً ضعيفاً
يحتاج إلى الرعاية و الحنان ،إذ تقول في حاله : كان ابني عندما ولدته ضعيفا هزيلاً كفرخ القطاة
و أعظم ما فيه بطنه و معدته ، يحتاج للغذاء و الرعاية لا يدرك ما ينفعه و ما يضره
تتقلب عليه الأحوال فأقبلت أرِّبيه و أرعى أموره .
(2) و تكمل الشاعرة قائلة : و لا زلت أُتابع رعايتي له حتى كبر و اشتد عُـودُه و نما
فـغدا كفَحلِ النخل الذي أزال ملقحه الشذب عنه فأسند طوله و برع نباته
| مشيرة أن ما وصل إليه ابنها كان بجهدها هي لا بجهده هو .
(3) و تتحدث الشاعرة عن حالها و قد ملأها الألم : و إذ بولدي يقبل علي الساعة ؛ ممزقاً ثيابي يبغي تأديبي ، و تخاطبه هنا مستعجبة مستنكرة فعله و هل بعد الكبر و الشيب جئتني تود تأديبي !
| تمزيق الابن للثياب ناتج عن ضرب الوالدة فأدى بها إلى تمزيق ثيابها
و في البيت كناية عن التقريع و المرارة التي تعانيها الأم نتيجة معاملة ابنها .
(4) تقول وهي متعجبة : يا ولدي بعد أن كنت َ طفلاً صغيراً
غدوت اليوم رجلاً فيك مظهر الرجال ( أي اللمة و اللحية )
و ما هو إلا مظهر زائف خارجي لا أكثر فأني لأبصرك الساعة فيملئني العجب لفعلك بي ما فعلت .
(5) تروي الشاعرة بلسان زوجة ابنها – مخاطبة زوجها رياءاً و نفاقاً – : رفقا ً كل الرفق بأُمّنَا
فإن أمورنا لا تسير إلا بها و نحن بأمس الحاجة إليها فكف عن ضربها و إيذائها –
و هذا خلاف ما ينطوي عليه قلبها من مشاعر حقد و كراهية للأم - .
(6) الشاعرة هنا تكشف حقيقة مشاعر الزوجة تجاهها قائلة : إن زوجة الابن تكلّفت ذلك المقال مجاملةً و ملقاً و لو رأتني في نار مسعَّرٍة و قدرت لزادت في إضرام النار و وَقودِها
| تريد : لو رأت الأم في مصيبة أو مشكلة لزادت مشكلتها و لم تساعدها على الإطلاق .
****
يمكنكم مراجعة كتاب شرح الحماسة للتبريزي للإفادة أكثر
أبيات لامرأة يقال لها أم ثواب في ابنٍ لها عقّها:
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه * اُمُّ الطعام ترى في جلده زغبا
حتى إذا آض كالفُحّال شَذَّبه *أبّارهُ ونفى عن متنه الكربا
أنشأ يمزق أثوابي يؤدبني * أبعدَ شيبي عندي يبتغى الأدبا
إني لأبصر في ترجيل لِمتَّه * وخط لحيته في خده عجبا
قالت له عرسه يوماً لتُسمعني * مهلاً فإن لنا في أمنا آربا
ولو رأتني في نار مُسعَّرة * ثم استطاعت لزادت فوقها حطبا
****
{ المعاني و المفردات } :
آض : صيرورة الشيء وتحوله من حال إلى اخر .
الفحال : فحل النخل - واللفظ خاص بالنخل - .
الأبار : الملـقّـح للنخل .
الكرب : أصول السعف والأغداق في النخل .
الترجيل : غسل الشعر ومشعله .
مهلاً : رفقاً ، أي لا تعجل .
الأرب : الحاجة .
****
{ شرح الأبيات } :
(1) تبتدأ الشاعرة أبياتها و اصفتا ً حال ابنها حيث انجبته صغيرا ً ضعيفاً
يحتاج إلى الرعاية و الحنان ،إذ تقول في حاله : كان ابني عندما ولدته ضعيفا هزيلاً كفرخ القطاة
و أعظم ما فيه بطنه و معدته ، يحتاج للغذاء و الرعاية لا يدرك ما ينفعه و ما يضره
تتقلب عليه الأحوال فأقبلت أرِّبيه و أرعى أموره .
(2) و تكمل الشاعرة قائلة : و لا زلت أُتابع رعايتي له حتى كبر و اشتد عُـودُه و نما
فـغدا كفَحلِ النخل الذي أزال ملقحه الشذب عنه فأسند طوله و برع نباته
| مشيرة أن ما وصل إليه ابنها كان بجهدها هي لا بجهده هو .
(3) و تتحدث الشاعرة عن حالها و قد ملأها الألم : و إذ بولدي يقبل علي الساعة ؛ ممزقاً ثيابي يبغي تأديبي ، و تخاطبه هنا مستعجبة مستنكرة فعله و هل بعد الكبر و الشيب جئتني تود تأديبي !
| تمزيق الابن للثياب ناتج عن ضرب الوالدة فأدى بها إلى تمزيق ثيابها
و في البيت كناية عن التقريع و المرارة التي تعانيها الأم نتيجة معاملة ابنها .
(4) تقول وهي متعجبة : يا ولدي بعد أن كنت َ طفلاً صغيراً
غدوت اليوم رجلاً فيك مظهر الرجال ( أي اللمة و اللحية )
و ما هو إلا مظهر زائف خارجي لا أكثر فأني لأبصرك الساعة فيملئني العجب لفعلك بي ما فعلت .
(5) تروي الشاعرة بلسان زوجة ابنها – مخاطبة زوجها رياءاً و نفاقاً – : رفقا ً كل الرفق بأُمّنَا
فإن أمورنا لا تسير إلا بها و نحن بأمس الحاجة إليها فكف عن ضربها و إيذائها –
و هذا خلاف ما ينطوي عليه قلبها من مشاعر حقد و كراهية للأم - .
(6) الشاعرة هنا تكشف حقيقة مشاعر الزوجة تجاهها قائلة : إن زوجة الابن تكلّفت ذلك المقال مجاملةً و ملقاً و لو رأتني في نار مسعَّرٍة و قدرت لزادت في إضرام النار و وَقودِها
| تريد : لو رأت الأم في مصيبة أو مشكلة لزادت مشكلتها و لم تساعدها على الإطلاق .
****
يمكنكم مراجعة كتاب شرح الحماسة للتبريزي للإفادة أكثر
Tidak ada komentar:
Posting Komentar