تقريظ الدكتور العلامة السيد الشريف محمد عجان الحديد الرفاعي
الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الذي تفرد في أزليته بعز كبريائه، وتوحد في صمديته بدوام بقائه، ونور بمعرفته
قلوب أوليائه، وطيب أسرار القاصدين بطيب ثنائه، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه، وأمن
خوف الخائفين بحسن رجائه، الحي العليم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا
سمائه، القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه واشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد
الأولين والآخرين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين، وبعد:
فقد طلب مني الاخ الفاضل الحاج رزقي ذوالقرنين
بن أصمت البتاوي الاندونيسي أن أطلع على مؤلف:,والذي وسمه ب: (ذَخِيْرَةُ
الْمُحْتَاج فِي الصَّلَوَاتِ عَلَى صَاحِبِ اللِّوَاءِ وَالتَّاج)" ، فأطلعت
عليه وقد ألفيته كتاباً نافعاً قيم جداً، وذلك لما تضمنه من دراسة تراثية في صيغ
الصلوات التي وردت عن كبار الأولياء رضي الله عنهم وأرضاهم، فهم اهل الله وخاصته الذين
ينظرون بعين الحقيقة السرمدية التي عرفوا بها ان أسهل وأقصر وأحب طرق التقرب الى
الله تعالى بعد تلاوة القرآن هي كثرة الصلاة والسلام على حبيبه وحبيبنا سيدي رسول
الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
وهي أعظم وسيلة الى حبه صلى الله عليه وسلم،
وحبه وسيلة الى اتباعه، واتباعه واجب والواجب في المحبة الاكثار من ذكر المحبوب
ومن أحب شىء اكثر من ذكره كيف لا وهو الذي بذكره وبالصلاة عليه يُكْفَى المرءُ
هَمَّهُ وَيُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ وهذا مارواه: أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ
أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟
قَالَ : مَا شِئْتَ
فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ
فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ
أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ
ذَنْبُكَ . (قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب) ، وكذا حسنه الحافظ في
"الفتح" (11/168) . وأشار البيهقي في "الشعب" (2/215) إلى تقويته .
وان أول من صلى عليه وآمرنا ان نصلي عليه هو
المولى تبارك وتعالى حيث قال في كتابه الحكيم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيما . الأحزاب:56) .
وأما عن الصيغة التي ذكرها الاخ الحاج رزقي
ذوالقرنين فهي صيغ صلوات لمشاهير رجال القوم وأعلام اهل السنة والجماعة رضي الله
عنهم وقد اجاد في جمعها وترتيبها من المصادر المعتمد لدى اهل العلم والمعرفة والبيان
فأبارك لك أخي الكريم هذا الجهد الكبير والله تعالى أسأل أن يتقبله منك ويجعله في
صحيفة عملك يوم القيامة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .
وأحب ان اذكر في هذا المقام بعض الفوائد
والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه روحي فداه صلى الله عليه واله وسلم، فقد ذكروا
ساداتنا الكرام الكثير من الفوائد للصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم منها:
1. امتثال
أمر الله سبحانه وتعالى .
2.
حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
3. يكتب
له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.
4. أن
يرفع له عشر درجات.
5. أنه
يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.
6. أنها
سبب لشفاعته صلى الله عليه واله وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.
7. أنها
سبب لغفران الذنوب.
8. أنها
سبب لكفاية الله ما أهمه.
9. أنها
سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه واله وسلم يوم القيامة.
10.
أنها سبب لصلاة الله
على المصلي وصلاة الملائكة عليه.
11.
أنها سبب لرد النبي
صلى الله عليه واله وسلم الصلاة والسلام على المصلي.
12.
أنها سبب لطيب المجلس،
وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
13.
أنها سبب لنفي الفقر.
14.
أنها تنفي عن العبد
اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره .
15.
أنها سبب لإلقاء الله
سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب
من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل
للمصلي نوع من ذلك.
16.
أنها سبب للبركة في
ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله
وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
17.
أنها سبب لعرض اسم
المصلي عليه صلى الله عليه واله وسلم وذكره عنده كما تقدم قوله: (إن صلاتكم معروضة
عليّ) وقوله صلى الله عليه واله وسلم:) إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام) وكفى
بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
18.
أنها سبب لتثبيت القدم
على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في
رؤيا النبي صلى الله عليه واله وسلم وفيه: (ورأيت رجلاً من
أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته
على قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب
والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً.
19.
أنها سبب لدوام محبة
الرسول صلى الله عليه واله وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي
لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار
محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع
قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين
المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب
زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.
20.
أنها سبب لهداية العبد
وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم وذكره، استولت
محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما
جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم
منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من
معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.
أَدمِ الصلاةَ على النبيِّ محمدِ ** فقبولها حتماً بغيرِ
تردُّدِ
أعمالنا بين القبول ورَدِّها ** إلاَّ الصلاةَ على النبيِّ محمدِ
اللهم صل وسلم وبارك على نورك الأسبق ، وصراطك المحقق، الذى
أبرزته رحمة شاملة لوجودك، وأكرمته بشهودك، واصطفيته لنبوتك ورسالتك، وأرسلته
بشيرا ونذيرا، وداعيا اليك بأذنك وسراجا منيرا، نقطة مركز باء الدائرة الأولية،
وسر أسرار الألف القطبية، الذى فتقت به رتق الوجود، وخصصته بأشرف المقامات بمواهب
الامتنان والمقام المحمود، وأقسمت بحياته فى كتابك المشهود، لأهل الكشف والشهود،
فهو سرك القديم السارى، وماء جوهر الجوهرية الجارى، الذى أحييت به الموجودات، من
معدن وحيوان ونبات، فهو قلب القلوب، وروح الأرواح، وعلم الكلمات الطيبات، القلم
الأعلى والعرش المحيط، روح جسد الكونين، وبرزخ البحرين، وثانى اثنين، وفخر الكونين،
أبو القاسم أبو الطيب سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، عبدك ونبيك وحبيبك
ورسولك النبى الامى، وعلى اله وصحبه وسلم تسليما، بقدر عظمة ذاتك، فى كل وقت وحين،
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين
وكتبه العبد الفقير
د. السيد الشريف محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني
عميد رواق ومعهد الامام الرفاعي للعلوم الشرعية – تركيا
5/5/2013
ميلادي
Tidak ada komentar:
Posting Komentar