Minggu, 13 April 2014

Kata Pengantar Kitab Dzakiratul Muhtaj I (Sayyid Abdul Karim Baqqasy al-Idrisiy al-Hasaniy)



 تقريظ الشيخ العلامة الأديب السيد عبد الكريم بقاش الادريسي الحسني

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيِّدِنَا محمدن الفاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، والْخَـاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بالحقِّ، والهادِي إلى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حقَّ قَدْرِهِ ومِقْدَارِهِ العَظِيمِ

اللهمَّ صلَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَولاَنَا مُحَمَّدٍ رَاحَةِ كُلِّ عَلِيلٍ وَدَوائه، وَوَاحَةِ كُلِّ غليلٍ وَشِفَائه، وَسَماحَةِ كُلِّ نَبِيلٍ وسَخَائِهِ، وَمَلاَحَةِ كُلِّ جَمِيلِ وَبَهائِه، وَرَجَاحَةِ كُلِّ جَلِيلٍ وَذَكائِهِ، وَفَصَاحَةِ كُلِّ أَصِيلٍ وَمَضَائِهِ .

نُورٌ تَشَعشَعَ فِي أَطوَارِ مَجلاَهُ ô كُلُّ الوَرَى فِي جَمَالٍ مِنهُ قَد تَاهُوا
كَسَا العَوَالِمَ مِن إِشرَاقِهِ حُلَلَاًô  سُبحان مَن بِكَمَالِ الحُسنِ َأَسنَاهُ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد ذاته لذاته، كما ينبغي لعزة جلاله وعظيم كبريائه، والشكر له على جزيل نعمائه ووافر مننه وتتابع آلائه، والصلاة والسلام على فاتح مغالق الوجود، وخاتم حقائق الشهود، سيدنا محمد الحامد المحمود، وعلى آله بواسق الشرف وأصحابه ينابع الجود، أحمده جل وعلا أن جعل الصلاة والسلام على حبيبه المحبوب، وصفيه المطلوب، سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم مفتاحا لخزائن الغيوب، ومصباحاً لكوامن القلوب، وسببا للفوز بفيض الغنيمة والأرب، والظفر بذخائر المواهب ونيل كل طلب، فهي للراجين من أهم الأسباب الباعثة للإجابة والقبول، والداعية لحصول كل قصد وسول، والترقي في معارج الوصول، بها تهب نسائم النفحات الأنسية، وتنهل مزون هوامع الرحمات القدسية، وهي إكسير السعادة، وبها ينال العبد في الدارين مراده، مع الحسنى وزيادة .
أما بعد، لما كانت الصلاة على نبينا الأكرم، وشفيعنا الأعظم، وسر أرواحنا المطلسم، سيدنا محمد صلى الله عليه وأله وسلم، من أعظم الوسائل الجليلة وأرجاها، وأرفع الطاعات شرفا وجاها، نطقت بمشروعيتها آيات صريحة، وجاءت بفضائلها أحاديث  نبوية صحيحة، فهي أجل القربات جمعا، وأجداها بركة ونفعا، وأعلاها مقاما، وأكملها برهانا بدءا وختاما، وأكثرها ثوابا وأجرا، فمن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا .
        وقد ورد العديد من صيغ الصلوات المشهورة، والكيفيات المباركات المأثورة، وألفت في ذلك الكتب والمصنفات الغير محصورة، وتنافس في ذلك المتنافسون، وسهرت في تحصيله العيون، وأُنفقت من أجله نفائسٌ وأعمار، وصرفت همم وعزائم وأفكار، وجرت أقلام على مهارق الدهور، واستغرق فيه المنظوم والمنثور، فما من محب هائم في ذلك الجمال المحمدي إلا وله صيغة شريفة، وكيفية مخصوصة منيفة، جعلها نديم أنسه، وسمير حسه، ومطلع شمسه، وقوت نفسه، إما من تأليفه عن طريق إلهام عرفاني، أو بسابق عطاء رباني، أو استفاضة من مدد نبوي، أو وارد مصطفوي، أو برزت من فيض غيبي، بمحض  فضل وهبي .
وقد ظهرت عبر تعاقب الأزمان صلوات نافعة، وصيغ نورانية لامعة، وكيفيات جامعة مانعة، عذبة الموارد، جليلة المقاصد، غزيرة الفوائد، عزيزة الفرائد، بألفاظ زاهرة رائقة، كأنها ينابيع متدفقة، وأساليب سامقة  فائقة، كأنها شموس مشرقة، لاسيما وقد وردت عن أكابر الأقطاب العارفين، وروتها صفوة جهابذة أهل الرسوخ والتمكين، من طلعوا مصابيح لأشكال النقوش، في لوح سماء الرقائق الحقانية، وبدوا مفاتيح أقفال العروش، لكنزية خفاء الحقائق الإلهية، حذوا في ذلك حذو السلف الصالح، فاستحقوا جزيل المواهب والمنائح، رضي الله عنهم وأرضاهم، وقدس أرواحهم الطاهرة، وسقى مثواهم غيوث رحماته الغامرة . واشتهرت صلواتهم بين ألسنة الخلق أيما اشتهار، كأنها الشمس في رابعة النهار، وتداولها المحبون في القرى والأمصار، وواظب عليها السالكون وجعلوها من ذخائر الأذكار والأسرار، وكرعت نفوس المريدين في موارد حياضها الشهية، ورتعت أرواح العاشقين في خمائل رياضها البهية، لما لها من البركات النامية والفتوح، والخصائص السامية والمنوح، التي ينحسر دونها الطرف، ويجل عنها الحصر والوصف .
        ولقد أدلى العلماء بغامض فهومهم، وشريف علومهم، عبر توالي العصور كل بدلوه حسب وسعه، في شرح جواهر ألفاظ هذه الصلوات، وتوضيح زواهر معانيها النيرات، وكشف رموز إشاراتها الخفية، وفتح كنوز بشاراتها العلية، وإبراز فوائدها وأسرارها العظيمة، وتقييد شواردها وآثارها الكريمة، واعتنوا بتقريب مدلولات معانيها الدقيقة، وأظهروا عرائس عباراتها الرقيقة، واستخرجوا الدرر واللآليء الغالية من بحارها العميقة، تقريراً وتعليقا، وتحريرا وتدقيقا. فأشادوا من التصانيف ما أشادوا، وأفادوا العباد بما أوردوه وأجادوا، أجزل الله لهم المثوبة، فلهم الفضل التام في البدء والختام .
وإن ممن سلك نهج هؤلاء السادة، مطالع اليمن والسعادة، ونسج على منوال مقاصدهم الحسنة الحميدة، واقتفى أثار سبلهم السديدة الرشيدة، جناب بدر الأصفياء، وشمس الأتقياء، من غرسته العناية الربانية في أطيب مغرس، وألبسته يد العطفة النبوية والهمة الختمية أفخر ملبس، صاحب السجايا اللطيفة، والمزايا الباهرة الظريفة، والأخلاق الزكية التي هي أرق من النسيم، والشيم السنية التي هي ألذ من رحيق التسنيم، صديقنا الأمثل، وحبيبنا الأفضل، الأستاذ اللوذعي الأجل، والقاضي الفاضل المبجل، " الحاج رزقي ذو القرنين أصمت البتاوي الإندونيسي، أمدّه الله بمدد خاص قدسي، فلقد أحسن ـ حفظه الله ـ الفكرة والاختيار، وأبدع في هذه الرسالة  التي لاح صبح سناها واستنار، حيث نمقها تنميقا، وسلك فيها مناهج الترجمة طريقا، ونشر أعلامها الخفاقة، وأجرى جداولها الرقراقة، فأجاد وأفاد، وأبدى من دلائل الاجتهاد كل مراد، ما يقر به عين الناظر من بني جلدته، ويسر به خاطر أهل بلدته:

وَهوَ لَعَمري ترجُمانٌ وَنــــاهيكَ بِهِ في الناسِ مِن ترجُمان

وقد نص المحققون أرباب البصائر، أن مما يساعد على الحضور والخشوع في الذكر والأوراد، هو التدبر في معانيها بغاية الاجتهاد، وفهم مدلولاتها وإمرارها على الفؤاد، فهو من أهم ما يجب أن يعتني به المتبتل إلى مولاه، في حالة سره ونجواه، لاسيما وأن الحضور في الذكر هو روح الأعمال، وبه ينال الذاكر غاية الآمال .
فجزى الله أخانا المذكور، على سعيه المبرور، وقصده النبيل المشكور، خير الجزاء، وأجزل له المنح والآلاء، وجعل عمله مقبولا، خالص لوجهه الكريم، وسببه موصولا، ونفع به النفع العميم، فلا غرو أن عنايته بهذه الصلوات، من نتائج حبه لأشرف المخلوقات، وهو دليل واضح على شدة تعلقه بسيد السادات، عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الأعلام، أفضل الصلاة وأزكى السلام، فلا عدمنا أذواقه المستقيمة، وأفكاره النيرة السليمة، ولازال يستنير من سنا علومه أرباب الصدور، ويُمحى بغرة طلعة فهومه كل ديجور، سائلين الباري عز شأنه أن يبلغه من الخيرات كل مطلب، ويمنحه من المقامات كل مرغب، وأن يحقق له كل قصد وسول، بجاه أكرم نبي ورسول، صلى الله عليه وعلى أله وصحبه السادة الفحول، وقد صدح في الختام بلبل الشعر مغردا، وبالثناء عليه مرددا:
سلامٌ على (رزقي) المبجلِ في الورى *** سلاما يفوح من شذى المسكِ رياه
فتىً قد سما مجــداً بهمة حـازمٍ *** كمـا قد زكت أخلاقُه وسجاياه
أفاد وأبدى من جـواهر فهمه *** وشيد في أوج المكارم مبنـاه
فهذي رسالة أجـاد بوضعها *** فأشرق من تصنيفها حسن معناه
جزاه إله العرش خير جـزاءه *** وأيد بالتوفيق والنجح مسعـاه
وأورثــه العلم اللدوني راقيا *** مراقي العلا والبشر بالسعد يلقاه









وكتبه  أفقر العبيد إلى مولاه الغني
الشيخ العلامة الشاعر السيد عبد الكريم بقاش الإدريسي الحسني
بمدينة الرباط المغرب الأقصى يومه الثلاثاء 9 شعبان 1434 هـ
الموافق 18 يونيو 2013 م





Tidak ada komentar: