رد على تفضيل صلاة الفاتح على القران

رد على تفضيل صلاة الفاتح على القران
للعارف بالله ومحدث عصره سيدى / محمد الحافظ المصرى من كتاب اعلان الحجة على أعداء الطريق
وكان هذا الرد قد أرسل الى جميع القائمين على الزوايا بمصر ونصه الأتى
وإننا نحذر كل من ينتمى إلى هذة الطائفة السنية من أن يعتقد أحد منهم أن صلاة الفاتح أو غيرها من الصلوات تبلغ مرتبة شئ من القرآن فى الفضل ومن كان يعتقد أنها تفضل أية آية من القرآن أو تساويها فهو ضال مضل والطريق براء منه

وما روى عن الشيخ أن صلاة الفاتح ثوابها يعدل ثواب ستمائة ختمة من القرأن فقد بين علماء الطريق أن هذا لا يؤخذ على ظاهره وأن الشيخ قد بينه فى موضع آخر من كتاب جواهر المعانى وخلاصة الكلام فيه :
إن من يريد السلوك الى الله عزوجل وكان لا يحسن أداء كتاب الله كما ينبغى أو يخل بأوامره فالأنفع له أن يجعل أكثر اشتغاله بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وليس معنى ذلك أن يترك القرآن فلا يتلوه بتاتاً كلا بل يداوم على تلاوة القرآن كذلك مع مجاهدة نفسه فى التأدب بآداب التسبيح والنوافل والذكر فإن إكثاره من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم توصله إلى التأدب الكامل بأدب القرآن فإذا وصل لتلك المرتبة جعل أكثر شغله بكتاب الله تعالى وليس معنى ذلك أن يترك الصلاة علية صلى الله عليه وسلم وباقى النوافل فكل ذلك مطلوب

وذكر حجة الاسلام الغزالى فى الذكر قال :
إن القران أفضل لعموم الخلق والذكر أفضل للذاهب إلى الله تعالى فى جميع أحواله فى بدايته ونهايته فإن القرآن مشتمل على صنوف المعارف والأحوال والإرشاد إلى الطريق فمادام العبد مفتقراً إلى تهذيب الأخلاق وتحصيل المعارف فالقران أولى فإن جاوز ذلك واستولى الذكر على قلبه فمداومة الذكر أولى فإن القرآن يجاذب خاطره ويسرح به فى رياض الجنة والذاهب الى الله تعالى لا ينبغى أن ياتفت الى الجنة بل يجعل همه هماً واحداً وذكره ذكراً واحداً ليدرك درجة الفناء والاستغراق ولذكر الله اكبر

أما القرآن من حيث هو فهو أفضل الكلام قال سيدنا رضى الله عنه فى جواهر المعانى الجزء الأول فى ذكر أجوبته عن الآيات القرآنية – الكلام على التفضيل بين الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم وبين تلاوة القران :
( أما تفضيل القرآن على جميع الكلام من الأذكار والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام فأمر أوضح من الشمس كما هو معلوم فى استقراءات الشرع وأصوله شهدت به الآثار الصحيحة

ثم بين مراتب قراء القران وبين أن المقارنة إنما هى فى حال القارئين لا فى فضل القران
( القران هو أفضل الذكر لكن السلوك به على شرط أن يقدر التالى نفسه فى نفسه أنه يشهد نفسه فى وقت التلاوة أن الرب سبحانه وتعالى هو الذى يتلوه عليه وهو يسمع فإن دام فإن دام له هذا الحال واتصف به اتصل بالفناء التام وهو باب الوصول الى الله تعالى والسلام ) انتهى من إملائه رضى الله عنه
ثم ذكر حال من لم يحسن أداب القران وأن الأنفع له الصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم مادام غير مؤدب مع كتاب الله وقد تقدم أن معنى ذلك ليس هو ترك القران فإن هذا لا نقول به

وقد قال صلى الله عليه واله وسلم
( إن من شر الناس رجلاً فاجراً جريئاً يقراء كتاب الله لا يرعو الى شئ منه )
رواه الحاكم بسند صحيح وأقره الذهبى
وروى عن أنس : رب تال للقران والقران يلعنه

وقال صلى الله عليه واله وسلم
الطهور شطر الأيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقران حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
رواه مسلم عن أبى مالك الحارث بن عاصم الأشعرى رضى الله عنه
فلابد لقارئ القران من مرعاة أحكام قراءته والتأدب بآدابه فالشيخ رضى الله عنه إنما يتكلم عن أحوال قارئ القران لا أنه يفضل غير القران على القرآن وقد صرح بمراده رضى الله عنه فمن اعتقد أن شيئاً من الكلام يفضل القران فهو ضال مضل خارج عن الملة والعياذ بالله

Khadimul Janabin Nabawiy

H. Rizqi Zulqornain al-Batawiy

Top of Form

Bottom of Form