Selasa, 07 Mei 2013

لا طهارة لظاهر دون طهارة لباطن



لا طهارة لظاهر دون طهارة لباطن

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
جاء في منية المريد (كمريض ظهر به الجرب، وقد أُمر بالطلاء وشرب الدواء ـ أمّا الدواء ليزيل ما على ظاهره، والدواء ليقلع مادّته من باطنه ـ فقنع بالطلاء وترك الدواء، وبقي يتناول ما يزيد في المادّة، فلا يزال يُطلي الظاهر، والجرب دائماً يتزايد في الباطن إلى أن أهلكه)

إن طهارة الباطن، أساس علاقة المريد بربه. بحيث : إذا تطهرت خواصه سمت نفسه، و إذا تطهرت حواسه ماتت هواجسه، و إذا تطهرت عوالمه خضعت محارمه، وصحت عبوديته. فطهارة الباطن أولى خطوات الطريق الصحيح و الذي بفضله يصبح المريد ملتزما، متزنا، نقيا، تقيا. لا يشغله عن الله شاغل ولا يمنعه عن الله مانع ولا يقطعه عنه قاطع. و هي ترتكز على :

طهارة القلب: التخلص من الغل والحسد والكبر والرياء والنفاق والعجب و المعاصي . وكما للبدن طهارة بالماء والتراب، فإن للقلوب أيضا طهارة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم

طهارة اللسان: تجنب اللغو الذي لا فائدة فيه و الكذب والغيبة والبهتان والسخرية والخوض في الباطل وشهادة الزور والحكم الباطل و النميمة. ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) رواه الإمام أحمد

طهارة العقل: حسن الظن بالآخرين. وما أسوأ الكلمة غير الطيبة إذا خرجت من فم ينطق بكتاب الله. قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".

طهارة العين: غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة وعمّا حرّم الله تعالى على الإنسان . جعل النبي صلى الله عليه وسلم غض البصر أحد حقوق الطريق حين قال لأصحابه رضي الله عنهم:" إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله مالنا من مجالسنا بُدٌّ نتحدث فيها. فقال: " فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى ، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر".

طهارة النفس: هي الذلة والانكسار بين يدي العزيز الجبــــار. عن بعض العارفين أنه قال: دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول. حتى جئت باب الذل والافتقار، فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه.

طهارة الروح: الخضوع . تطهير الروح فضيلة شريفة ولبنة أساسية في الإيمان، وتكامل الإنسان. و هي تتطهر بالصدق العميق والإخلاص والمحبة الطيبة و التعاون كذلك هي الالتزام بالأخلاق والمبادئ الجميلة .

فإذا استطاع المريد النجاح في طهارته باطنيا، أصبح حينها جاهزا لطهارة الظاهر .

اللهم إني أسألك أن تطهر قلوبنا، وأن تطهر بواطننا، وأن تطهر ألسنتنا، وأبصارنا وأسماعنا عن كل ما حرم الله عز وجل.



Khadimul Janabin Nabawiy
H. Rizqi Zulqornain al-Batawiy

Tidak ada komentar: