Senin, 08 September 2014

ليس هناك ما يمنع زائر القبر من الترحم على ميته بالدعاء له أو بتلاوة القرآن عليه

ليس هناك ما يمنع زائر القبر من الترحم على ميته بالدعاء له أو بتلاوة القرآن عليه
بقلم: المفكرة الإسلامية زينب أبوعقيل

~~~~~
قد نقول بحرقة الغيور على الدين: "مَن شدد على المسلمين شددَ الله ُعليه دنيا و أخرى و نكد عليه عيشَه و كدَّر له دلاء صفاءِ فكره
و من شوش على فطرتهم النقية ابتلاه الله بمن يشوش عليه حِسا و معنًى
و مَن نقَّصَ من الصالحين التقاةِ نقَّص الله من شأنه و فضحه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، حيث الفضيحةُ الكبرى و السخـَط المُعلــَـن ..."
و لكننا حين نراجع أنفسَنا ونعود لرشدنا ، فإن نور الإيمان يردنا إلى مقام الإحسان، فلا يسعنا عندئذ إلا أن ندعوَ لهم بالهداية الفورية، و بالعودة إلى الوسطية و إلى سماحة الإسلام الذي يُهدم بنُيانه من قِبـَلهم سواء عن قصد أو عن غير قصد ، وخاصة من قِبـَل مُثيـــري الفتنة الأوائلِ الذين لا يزالون يحصدون ذنوبَ مَن تبعهم في تفكيرهم الشاذ إلى يوم الدين.، علما منا أن أكثر مصائب الأمة قد خرجت من رحِم الفتنة المعلَنة على الترابط الأخوي خاصة و على الوحدة الإسلامية عامة
و الغريب أن أغلب المتشددين يحجرون على غيرهم و يفسقونهم و يكفرونهم على أبسط السلوكيات، رغم أن عقـــدَ التوحيد حول أعناقهم ،و شهدَ المحبة الخالصة يُحلِّي شفاهَهم
إنهم يدفعون بنا مع كامل الأسف إلى الضياع في متاهات البحث العقيم عن أشياء معروفة للمسلم بالضرورة
فمتى كان فعل الخير والصدقات و تلاوة القرآن وبـــالًا على صاحبها وحرمانا للميت من الشفاعة ومن الثواب!!؟؟
إن ظاهرة التشكيك و البلبلة قد بدأت جليا مع ظهور أيام الفتن الأولى التي مزقت الوحدة الإسلامية و ضربت الثقة في مقتل، فشاعت ثقافة الجدال و الحَجر على المسلمين، لكسر العزائم و إحباط الهمم
و لن تنتهيَ المكاييدُ و لا الإشاعاتُ و لا فَرضُ الحَجر و الولاية على النفوس الأبية و على الفطرة النقية فجأةً اليوم َو لا غدا، ما دامت الآراء تتعارض و الاتجاهات الفكرية تتشعب
إن المسألة خلافية و احتهادية و هذا نعلمه جميعا وهو من رحمة ربنا بنا ، ولذلك فجمهور أهل السنة اتفقوا على (جواز واستحباب تلاوة القرآن على الميت) في قبره أو قبل دفنه، وذلك من باب فعل الخير و تعاطي القربات كالصدقة و صلة الأرحام ،بانــين آراءَهم على ما جاء في الدليلين التشريعين الأصليين، الكتاب و السنة و ما جاء عن السلف الصالح و تبث عن المجتهدين، و اتفق عليه جمهور الفقهاء
أوَ لم تؤكد السنةُ في الحديث المشهور و المتداول بين الناس أنه:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..."
أي أن عمل الميت ينقضي بانقضاء أجله إلا من ثلاثة أشياء: علم نافع تركه فانتفع به الناس من بعده ،و صدقة جاري حسابُها إلى يوم الدين ،و ولد صالح يدعو له!؟
( و لنضع ألف خط تحت عبارة "يدعو له") لأن الدعاء قد يكون مستخلصا إما من آيات القرآن نفسِه أو من السنة الشريفة كمصدر تشريعي ثاني،أو من الخبر و الأثر، أو ما جادت به قريحة الابنِ نفسُه حينَها
و أو لم يقلِ الصادقُ المصدوق عليه الصلاة و السلام:
"من مات و عليه صيام صــــام عنـــــــه وليُّهُ " رواه مسلم
فالأبناء إذن قد يصومون و يحجون ويعمرون و يؤدون الديْن عن آبائهم، و كذا الولي عن وليه، و الصدقة الجارية سارية المفعول بعد رحيله :فالابن البار مثلا يدعو لوالديه، فيصلهما الثواب و يأخذ هو أجر بـــره بهما حتى بعد رحيلهما
و القرآن يشفع للميت في قبره، و الزهروان( البقرة و آل عمران) تظللان صاحبَهما يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى
فإذا كان هذا جائزا في حق الميت، فكيف بإهدائه ما تيسر من القرآن الذي كله بركةٌ و رحمة و شفاعة!!؟ ما من عاقل يُنكر ذلك على ما أعتقد
و إذا كانت (جريدتي النخل) حسب السنة الشريفة تحمي الميتَ من عذاب القبر ما دامتْ غضة خضراء فوق لحده، فكيف بالقرآن و برحماته و أنواره؟؟!! لا شك أنه أكثر حماية و وقاية لأن الكلام المقدسَ غضٌّ و وارفٌ على مدى الدهر
و الدليل الشرعي في هذا المنوال هو أمرُ نبي الرحمة الصحابةَ بتركهما فوق قبر الميتين حتى تيبسا لوحدهما، قائلا لهم بكل ثقة في رحمة ربه تعالى:
"لعله يُخَفّفُ عنهما ما لم ييبسا " رواه البخاري ومسلم
و قول الرسول الكريم: "اقرأوا يس على موتاكم" رواه أحمد و ابن ماجة و أبو داود ، و صححه الحاكم و ابن حبان
و القراءة إخوتي لا تكون إلا من تالٍ عاقل على سامع واعي

و أما عن آثار التقاة في جواز القراءة على الأموات فهناك كتب عديدة و من كل المذاهب و المشارب،منها
- " التذكرة" للإمام القرطبي ،المعروفة عند الفقهاء بــ:(التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة)
- "أحكام القرآن" للإمام الروحي ابن العربي الحاثمي
- "الأجوبــــة" لابن رشد
- "شرح الصدور" للإمام حافظ السيوطي
"توضيح الييان لوصول ثواب القرآن": كتاب للحافظ سيدي عبد الله الغماري
و ما قول زائر المقبرة في الدعاء التالي الذي يستحب أمثاله المالكية ُو أغلبُ أئمة الفقه،إلا تأكيدا على جواز هذا النوع من (التواصل الروحي بين الأحياء و الأموات) وهو:
" السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين
و إنا إن شاء الله بكم لاحقون،أنتم فرطنا ونحن لكم تبع. نسأل الله لنا ولكم العافية
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم،و اغفر لنا ولهم" اهـ

* نخرج أعزائي من هذا الموضوع الشائك بخلاصة جد مختصرة لكنها مستوفية الأركان
و لذلك فشعار الخلاصة كالتالي: ميزاننا هو الشرع و نظامنا الاتباع ونيتنا التراحم
لقد نزَّل الله علينا القرآنَ لنقرأه و نتمعن في كلماته و نعمل بأحكامه و نتخلق بأخلاقه
و الحثُّ على تلاوته جاء مطلقا من غير قيد ، سواء يقرأه صاحبه أو يُقرأ عليه، أو يقرأه الحي على أخ له ميت لأنه في أشد الحاجة إلى الرحمة و الدعاء منه شخصيا، نظرا لفرصة التوبة و الاستدراك المتاحة للحي
فالمقابر لها حُرمة و لها آداب ، و إذا أهدينا لموتانا بضع السور أو الآيات الكريمة فلابد أن يكون بمقتضى التأدب مع الله الجليل و الأدب مع كلامه الكريم و احترام من أصبح لا حول له
و لاقوة و لا حركة و لا عمل و لا أمل إلا في الله ثم في أهله و أحبابه،خاصة احترام وصيته إن كانت له وصية في طريقة الترحم عليه بعد موته و عند قبره
قال الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه في هذا الشأن:
و يا مارًّا على قبري لا تعجبْ من أمـري**..بالأمسِ كنتُ معك وغداً أنتَ معي
أموت و يبقى كل ما كتبتــُه ذكـــــرَى **.فيا ليتَ كلُ مَن قرأ خَطِّي دَعَا لــِــي
كما أننا مطالبون بتطهير مقابر موتانا من الشركيات و البدع الحقيقية من سلوكيات مقززة ، و من التطفل على الزائرين ممن يدعون حفظ القرآن: فأغلبهم من سكان نواحي المقبرة الذين اتخذوا ذلك وسيلة للكسب الرخيص، و قد لا يكونون على طهارة صغرى أو كبرى
وقدتكون قراءتهم منفرة لا حلاوة فيها و لا تخضع لقواعد التجويد
و الأحوط أن يقرأ الزائر على أهله و هو متيقن من طهارته و من مشاعره وقصده

* تابعونا على الرابط التالي للاطلاع على باقي الموضوع و على منشوراتنا المتنوعة:
http://www.tijaniatimes.com/tijania-times/pages/result.asp?id=717




Tidak ada komentar: