Minggu, 23 Maret 2014

كنز الفيوضات الامتنانية في تخميس القصيدة السنانية : الأديب الأريب سيدي عبد الكريم بقاش الادريسي الحسني بوأه الله المقام السني




بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم


كنز الفيوضات الامتنانية

في تخميس القصيدة السنانية ([1])

لأفقر العبيد إلى مولاه الغني

الضعيف عبد الكريم  بقاش الإدريسي الحسني


أَتَـيـتُ أرجــو بــكَ الـمَـولَى قـضـا وَطَــرِي        وابــتـغـِي بـــِـك نــَيــْلَ الــقُـربِ وَالـظَّـفـرِ

يـا سـيدي أنـت قَـصْدِي بَـلْ سَـنَا بَـصَرِي        ( بـبـابـكُم يـــا مــحـلَّ الـفـضـلِ والـفَـخَـرِ

أنـــخــتُ رَاحِــلَــتِـي مُـــؤمــلاً وطــــري)

بِـالـعَـزمِ نَــحـوَ حِــمَـاكَ قُــمـتُ مُـنـتَـهِضَا        لـَـمـَّـا زَمــانــي عَــلَــيَّ بَــــاتَ مُـعـتَـرِضـا

بُـشـراي هــذا ضِـيـاءُ الـسَّـعدِ مِـنكَ أَضـا        ( فـانـظرْ لِـنَـحوي بـعَـينِ عَـطـفةٍ وَرضــى

َفــأَنــتَ مُـعْـتَـمَـدِي وَمُـنـتَـهَى نَــظَـرِي )

سَــمَـت بـــكَ الـرتـبـةُ الـقَـعْسَا بِـمِـنعَتِها        كــمَــا الــسـيـادةُ قــــد ألــقــت بـعـزَّتِـهَـا

إِلــــى يـَمِـيـنِـكَ طَــوعــاً مِــــن أزمَّــتِـهَـا        ( يَـــا صَــاحِـبَ الـهِـمَّـةِ الــتـي لِـرفـعَـتِهَا

عـلـت عَـلَـى زُحَــلٍ والـشَّـمسِ وَالـقَـمَرِ)

يـــــا كــعــبـةَ الأتــقـيـا طِــــرازَ حُـلـتِـهِـم        أنـــت الـشـفـا لــلـوَرى مِــن دَاءِ عـلـتِهِـــم

يـــا مَـظـهـرَ الأصـفـيـا سُـلـطـانَ دَولَـتِـهِم        (يــــَـا واحــــدَ الأولــيــا مُــمِــدَّ جُـمـلـتـهِم

مــن أول الـدَّهْـرِ حَـتَّـى مُـنـتَهَى الـعُـصُرِ )      

أورادُكُم  لِــبُــلُـوغِ الــفَتــــحِ مُــوصــلَـةٌ        وَغــــــارةٌ مِـــنـــكَ لـــلأَهـــواءِ مُــبـطِـلَـةٌ

فَــــإن عَــطَـفـتَ فَـــذِي الأيـــامُ مُـقـبـلةٌ        ( يــا مَــن لَــهُ فِـي بـساطِ الـقُربِ مَـنزِلَةٌ

تَـــحــارُ فِــيــهَـا ذُوو الأفــهــامِ والــفِـكَـرِ )

الــدِّيـنُ يَــرفُـلُ فِـــي زَهــوٍ وَفِــي جَــذَل [2] "       لَــمَّــا كَــسَـوتَـهُ مِــنــكَ أَفــخــرَ الـحُـلَـلِ

فُــقــتَ الأنـــامَ بَـخـيـر الــقَـولِ وَالـعَـمَـلِ        ( يَــــا ســيـداً ســـادَ أهـــلَ الله فِـــي أزل

وكــــان قــدوتـهـم وهــــم عــلــى الأثَـــرِ)

شُـمُوسُهُ فِـي سَـماءِ الـغَيبِ قَـد ظَـهَرَت        كَـتــــــمِـيَّةً فَــهْـيَ فِــي ظُـهُـورِهَا اسـتَـتَرَت

فَـكَــــمْ فُـيُوضٍ لَـهِ لِـلخَلقِ مِـنهُ سَـرَت        (وَخُـــصَّ بـالـخَـتمِ وَالـشَّـأوِ الــذِي قَـصُـرَت

عَــن نَـيـلِهِ الـقـومُ فِــي بَـدو وَفـي حَـضرِ) [3] "

يَـا صـاحِبي فـاستمعْ قـولي وَنُصحِيَ خُذ        كَـــمْ أزمَـــةٍ فُـرِجَـت بـالـيُسرِ عَـنِّـيَ مُــذ

وَافَــيــتُـهُ فَــبــهِ اســــأَلِ الإِلَــــهَ وَعُــــذ        ( ذَاك الــتـّجـانـي أحــمــدُ الــهُــمـامُ فَــلُــذ

بِــجَـاهِـهِ مِـــن صُـــرُوفِ الــدَّهـرِ وَالـغِـيَـرِ)

يَــا طَـلـسَمَ الـسّـرِّ كَـنزَ الـفَضلِ والـرَّشَدِ        وَمَـــن لَـــهُ مُـطـلَـقُ الـتَّـصـرِيفِ وَالــمَـدَدِ

يَـــا مَـلـجَـئي عُــدَّتِـي يَـــا خَـيـرَ مُـلـتَحَدِ        ( يَــا سَـيِّـدي يَــا أَبــا الـعـباسِ يــا سَـنَدِي

وَعُـمـدَتِـي والــذِي يُـشـفَى بِــهِ ضَــرَرِي)

قَـــد حَـــارَتِ الـخَـلـقُ إِذ رَامَـــت مَـرَاتِـبَـهُ        مَــن ذَا الَّــذِي يَـقوى أَن يُـحصِي مَـناقِبَهُ

يَـــا مَـــن لَـــهُ أَجــزل الـمَـولَى مَـواهِـبَهُ        (وَمَـــــن إِذا مَـــــا هَـــمَـمْـتُ أن أخــاطِـبَـهُ

رُمِــيـتُ مِـــن مَــجـدِهِ بِـالـعَـيِّ وَالـحَـصَـرِ)

طَــريــحُ بَــابــكَ فــَــانٍ فِــــي مَـحـبَّـتِـكُم        مُــعـفِّـراً خَــــدَّهُ فِــــي تُـــرْبِ حَـضـرتِـكُـــم

يَـــرومُ عَــطْـفَ وِصـــالٍ مِــن سَـمـاحَتِكُم        (هَــــذَا خَـدِيـمُـكَ بَـــلْ عُـبَـيـدُ سَـاحَـتِـكُم

وَافَــى ضَـرِيـحِكَ فِــي ضَـيقٍ وَفِـي ضَـجَرِ)

قَــد هَـالَـنِي مِـن خُـطوبِ الـدَّهرِ مَـنظَرُهَا        وَطَــيُّــهـا لا يَـــــزَال الـــذَّنــبُ يَـنـشُـرُهـا

يــَــا سـَـيِّـدي أنـــت لِـلـخَـيرات مَـصـدَرُهـَا       ( نَــفِّـسْ هُـمُـومـاً أذَابَ الـقَـلـبَ أَيـسَـرُهَـا

وَاكْـشِفْ بِـجُودِكَ مَـا فِـي الـصَّدرِ مِن كَدَرِ)

مَــن لِــي بـلثمِ يَـدٍ قَـد فَـاحَ مِـنها شَـذَى        وَلـفـتَةٍ تُـجـلي عَــن عَـيـنِ الـفُـؤادِ قَـذَى

وَلَـمـحَـةٍ سِـرُّهَـا فِــي الــذَّاتِ قَــد نَـفَـذَا        (كَـــم عَـالَـجَـتْ كَـفـكُـم مِـــن عِـلَّـةٍ وَأَذى

فَامْسَحْ عَلَى جَسَدِي وَاتفُلْ عَلَى بَصَرِي)

جــعـلـتُ بــــابَ رجــائــي مَـــدحَ نـُبـلـكُمُ        مُـسـتمطراً رحـمـةً مــنْ سُـحْـبِ بـذلـكُم

فـلـتـرحـموا لـهـفـتِـي عـطـفـاً بـِفـضـلكُمُ        (إِنِّــــي تَـشَـفَّـعـتُ (بِـالـحَـبـيبِ) نَـجـلِـكُمُ

(وَبـالـبَـشِـيـرِ) الــحَـفِـيـدِ غُـــــرةِ الـــغُــرَرِ)

وَبـالـخـلـيـفة مـَــــن غُــيُــوثـهُ هَــمَــعَـتْ        أعــنـي (حَـــرازمَ) مـَـنْ أَســرارُهُ لَـمَـعَــــــــت

(وَالـسَّـائحيِّ ) الــذي لـه الـفحولُ سَـعتْ        ( وَبِـالرِّضَى سَـيِّدِي (المَحمُودِ) مَن جُمِعَتْ

لَــــهُ الـمَـحَـامِـدُ بَــيــنَ سَــائِــرِ الــبَـشَـرِ) [4]"

بِــهـمـةٍ لَــــك أَضــحـت لِـــي مُـصـاحِـبةً        أَمـسَت سِـهامِي لِـمرمى الـقصدِ صَائبــــــةً

حَــاشــا لآمــالــي فِــيـك تَــغـدو خـَائِـبـةً        ( وَالـــغُـــرِّ أَصــحــابـِكَ الأَفـــــرَادِ قَــاطِــبَـةً

هُـــمُ[5] " الـمُـحِـبُّونَ أهـــلُ الــفَـوزِ والـظَّـفَـرِ)

{{{{

ثــمَّ الـصـلاةُ عَـلَـى الـمُـختارِ مِــن مُـضـرِ        تــــاجِ الـنـبـيـئين طَــــهَ صَــفـوةِ الـبَـشَـرِ

وَآلــــــهِ والــصِّــحَـاب الـــسَّــادَةِ الـــغُــرَرِ        مَــا قَــالَ مُـنـشِدُهَا فِــي هَــدأةِ الـسَّحَرِ

بـبـابـكُـم يــَــا مَــحـَـلَّ الـفَـضْـلِ وَالـفَـخَـرِ






[1]  ـ من أبرك القصائد الغراء، وأشهرها في التوسل بخاتم الأولياء، وممد الأصفياء، القطب الرباني، والعارف الصمداني الشيخ أبي العباس سيدي أحمد بن محمد التجاني الحسني، قدس الله سره السني، قصيدة (بـبـابـكم يا محلَّ الـفضلِ والفَخَـرِ) لناظمها الشاعر المطبوع، الحسن المنطوق والمسموع، المستعذب النظم، الغزير الفهم، الأديب الأريب الماجد اللبيب، أبي العلاء السيد إدريس بن علي السناني المعروف بالحنش، ولد هذا السيد الجليل بمدينة فاس عام 1256 هـ 1840 م وبها نشأ وتلقى تعليمه  بجامعة القرويين، غير أن ضيق ذات اليد حمله على الانقطاع واتخاذ حرفة الخرازة، ولكن مع رقة حالة ضمن له أدبه الغض وشعره البليغ مجالسة الكبراء، ومساجلة فحول الأدباء، له أربعة دواوين مخطوطة، ومختارات منشورة منها ديوانه :  «الروض الفائح بأزهار النسيب والمدائح» مرتب على حروف المعجم، و له مقامات ورسائل في الحث على العزلة والتذكير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما كان يجيد الشعر الشعبي من زجل وملحون. توفي رحمه الله  بفاس عام 1319 هـ 190 م.
 قد أخبرني العلامة البحاثة المحقق السيد محمد الأمزالي الرباطي، أن القصيدة المخمسة التي بين أيدينا استعملها منشئها باقتراح وطلب من العلامة الأديب القاضي الأريب، مولاي أحمد بن المامون البلغيثي لما أصابه مرض في عينيه ليتوجه بها لحصول الشفاء، فقد كانت  تجمع بين الطرفين مساجلات شعرية، وترسلات أدبية، وقد أوردها  العلامة النحرير والقاضي الشهير سيدي أحمد سكيرج رحمه الله في كتابه كشف الحجاب مشطرة من قبل بعض الأدباء، وذكر أنه ـ أي ناظمها ـ استعملها قرب وفاته، وأنشدها عند ضريح سيدنا رضي الله عنه، وتوسل له فيها بسيدنا محمد الحبيب وابنه محمد البشير في قضاء مطلوبه، ونيل مرغوبه.  انظر كتاب كشف الحجاب ص 52 طبعة بيروت.

[2]  ـ الجذل بذال معجمة الفرح .
[3]  ـ هذا البيت لم يذكر في نسخة كشف الحجاب.
[4]  ـ أخبرني بعض أشياخنا أن هذا البيت من زيادة العلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه .
[5]  ـ رواية كشف الحجاب (كذا المحبون...)



قال لي سيدي عبد الكريم بقاش الادريسي الحسني حفظه الله ونفعنا ببركته و بعلومه: قاضينا المبجل وحبيبنا المقدم الأجل سيدي رزقي ذو القرنين البتاوي السلام عليكم والرحمة الله وبركاته عن خير ممد مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيض مولانا الشيخ أبي العباس سيدي أحمد التجاني الحسني رضي الله عنه وعنا به آمين


بعد التحية والسلام العاطر والسؤال عن الخاطر يسرني سيدي أن اتحفكم بتخميسي للقصيدة المباركة التي مطلعها ببابكم يا محل الفضل والفخر والتي سألتني مؤخرا عنها ...

وكأن همتكم النافذة وبركة رغبتكم حركتني إلى استعمال تخميس نفيس عليها فلا عدمنا بركة دعائكم لنا في الباطن و الظاهر مع صلاح السرائر وتنوير البصائر آمين اسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وينفع به النفع العميم آمين



Tidak ada komentar: