حدائق الندية
الشاعر الأديب الفاضل النجيب
سيدي الشريف عبد الكريم بقاش الادريسي الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله بعظمة حمده الأزلي القديم، حمد ذاته لذاته، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى
الكريم، سيدنا ومولانا محمد محل نظر عناياته، الذي خصه بعظيم التبجيل
والتفخيم، وأبرز من نوره عوالمَ موجوداته، وفضله على كافة الأنبياء بالسيادة
والتقديم، وتوجه بتاج كمالاته، وأجلى بسواطع شموسه دياجي الليل البهيم، وأسعد
بظهوره سائر مخلوقاته، صلى الله عليه بأعطر صلاة وأزكى تسليم، ما قرئت في التنزيل
الحكيم محكم آياته، وعلى آله وصحبه ذوي الشرف والمجد الصميم، بعدد كنه تجلياته،
وعلى من اهتدى بهديهم ورفع للدين القويم، أعلام راياته.
وبعد، فيا أيها المحب الوامِق،
والمستهام العاشق، من ضَرَّمَ الحبُّ أنفاسه، وفضح الدمع إحساسه، وبرَّح به الوجدُ
والهيام، وازداد به وهج الشوق والغرام، في صدق محبته لنبينا مسك الختام، وإكسير
سعادة الأنام، سيدنا ومولانا محمد بدر
التمام، عليه وآله الكرام، أفضل الصلاة وأزكى السلام، فهام في بديع جماله النبوي، ورفيع
كماله المصطفوي، جعلنا الله وإياك من
المستغرقين في حياض شهود كمالاته، والمتنعمين في رياض شمائله وصفاته, وأنار
آفاق سماء القلوب، بمحبة هذا الحبيب المحبوب.
هــذه ـ أسعدك
الله ـ تسانيم سكرية ينشرح لها الخاطر، ونفثات مسكية تطيب بها السرائر، قد لاح صبح
السرور من رحيق معانيها، وفاح عبير الحبور من عبيق مبانيها، دعاني إلى ترصيع جواهر
عقودها العسجدية، وتطريز زواهر برودها السندسية، باعث وجداني، بوارد رحماني، على
بساط صدق النية وخالص المحبة، خدمة وقربة، ورجاء تحقيق النسبة، فالسعيد من شرب صرف
صهبائها بكأس روحه، في غبوقه وصبوحه، والموفق من تناول شهد حلواء حقائقها المحمدية
بيد صفاء سره، ونزه في يانع أدواح حدائقها الندية عيون فكره، وضمخ لسانه بطيب ترديد
ذلك الاسم الشريف فمن أحب شيئا أكثر من ذكره.
والله أسأل أن يجعلها من
الذخائر الخالصة لوجهه الكريم، يُستمنح بها سحائب البركات، وتستفتح بإنشادها أبواب
النفحات، مستمدا منه العون والسداد في سائر الحركات آمين.
المؤلف
الرباط عاصمة المملكة المغربية
الإثنين
25 شعبان 1435 هـ
Tidak ada komentar:
Posting Komentar