Rabu, 06 Februari 2013

ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا من أعظم الأذكار



 ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا من أعظم الأذكار
ومن فوائد الإمام أبي الجمال محمد الطاهر بن الحسن بن عمر الكتاني رضي الله عنه، في كتابه "مطالع السعادة في اقتران كلمتي الشهادة":

[ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا من أعظم الأذكار]:
هذا؛ وقد ذكر بعض العارفين أن ذكره صلى الله عليه وسلم مجرداً، واللهج باسمه الشريف مفرداً؛ من أعظم الأذكار قدراً، وأكملها نفعاً، وأكبرها أجراً. وله من الثمرات والفوائد ما لا يُنال بجدٍ ولا تشميرٍ، ولا يقدر قدره إلا اللطيف الخبير، وأن المواظبة على ذكر اسمه الشريف "محمدٍ" بلفظ: "سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم"...إلخ العدد، وأقله: ألف في اليوم للمشتغلين وأهل الحرَف، ولغيرهم: عشرة آلاف، بتوجهٍ تام وحضور قلب؛ تورث من العلوم والأسرار، وتخرق من الحجب والأستار، ما لا يدخل تحت حصرٍ، وتقطع من العقبات ما لا تقطعه الرياضة والمجاهدة السنين المتطاولة، وأنه سريع الفتح لمن داوم عليه.

وفي "شرح الإحياء" لخاتمة الحفاظ الشيخ مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي، نقلاً عن شيخ بعض شيوخه: الشهاب أحمد بن مصطفى الإسكندري؛ الشهير بالصباغ، في آخر إجازته ما نصه: "واعلم أن من أقرب أسباب رؤيته صلى الله عليه وسلم: كثرة الصلاة عليه بأي صيغةٍ، وما فيها لفظ "محمد" أكمل، وأقل الكثرة: ألف مرةٍ في الليلة. فإن أهل الخصوصية نصوا على ذلك، وحضوا عليه كثيراً. ولقد سأله الفقير عن ذلك؛ فأشار برأسه أن: نعم". يعني: النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم قال: "وبالجملة؛ فأنجح شيء في هذا المقام: كثرة الشوق، وصدق التعلق به، واللجاج باسمه صلى الله عليه وسلم، خصوصاً بعد وضع رأسك للوساد لطلب النوم ليلاً أو نهاراً، بعد ما قسم لك من الذكر أو القرءان، تختم بهذا الاسم الكريم اثنين وعشرين مرةً، فتجد له ما لا يدخل تحت حصر من الخير الجسيم. والله أعلم". اهـ بلفظه.

ونحوه للعارف البكري في شرحه على حزب النووي، حسبما نقله صاحب "سعادة الدارين"، ونصه: "ذكر العارف بالله سيدي الشيخ مصطفى البكري في أواخر شرحه على حزب النووي أن: من فوائد الاسم الكريم "محمد": من قرأه كل ليلةٍ اثنين وعشرين مرة؛ كثرت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم". اهـ بلفظه.

وقال العارف البوني في رسالته في الأسماء النبوية: "ما ناجى الله تعالى عبدٌ باسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا رأى من أنواع المزيد ما تقصر الألسنة عن وصفه، ويبارك له في نفسه، وماله، ويأمن من كل مخوف. ولا يحل بمكان إلا كثرت عليه البركات، وظهرت على أهله الخيرات والزيادات، ومن ذكره؛ نور الله تعالى باطنه بنور يشهده، وزين ظاهره بأنوار الجمال، وأطلعه على عيب نفسه. وفيه أسرار عجيبة لمن كان صاحب حال صادقة، وفوائد كثيرة يعرف بها أهل الفهم عن الله تعالى". اهـ.

وقال شيخ شيوخنا: الفقيه العلامة سيدي الحاج محمد كنّون في ختمه لـ: "المختصر"، عند تعرضه للكلام على جواز الذكر بالاسم المفرد، ما نصه: "وقد أجاز - أيضاً - شيوخ الطريق - كما قال الشيخ أبو القاسم المريد، ونقله عنه الساحلي - ذكر الأسماء المفردة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضوا على ذلك؛ كأن يقول: الحبيب. الحبيب. الحبيب. ويستمر على ذلك؛ فإنه يجد في كل مرةٍ من الفتح والذوق ما لا يجده في غيرها، وما دام يعدده؛ فهو يستحليه، حتى كأن كل مرةٍ عنده هي المرة الأولى، وكأنه لم يتقدم له منه ذكرٌ؛ فهو في كل مرةٍ كالظمآن الذي وجد جرعةً باردةً حلوةً، والمحب في مقام التملق لمحبوبه، يناجيه بالكلمة الواحدة أياماً، بل شهوراً، بل سنين، لا يسأم منها ولا يمل، بل يجد في كل مرةٍ حلاوةً جديدةً، ونشاطاً غير النشاط الأول".

"فهي واحدةٌ بالذات، ومختلفة بحسب ما يحدث من اللذة، ويتجدد من الحلاوة، وينشأ من الإقبال، ويتحصل من اللطائف، حتى كأن تلك الكلمة - باعتبار مرات النطق - كلمات مختلفة من وجوهٍ كثيرةٍ غير منحصرة، ولاسيما إن استعمل ذلك على سنن الخطاب، كأن يقول: يا نعم الحبيب، يا نعم الحبيب، يا نعم الحبيب...ويستمر على ذلك إلى أن يغيب فيه. منّ الله علينا بذلك...آمين". اهـ منه بلفظه.

وقال لي بعض أيمة العلم من أهل التقوى والورع والدين المتين؛ وهو: العلامة المحقق أبو العباس سيدي أحمد بن الشمس، المتوفى بالمدينة المنورة عند فجر يوم الاثنين ثاني وعشرين جمادى الثانية عام 1342، ودفن بالبقيع بعد الصلاة عليه بالمسجد النبوي، وهو من العلماء الأثبات، ذوي الأحوال العجيبة، والأسرار الغريبة، لما تذاكرت معه في هذه المسألة: "العبد إذا غرق في وادٍ مثلاً؛ فإنه ينادي ويستغيث بمن يجيره وينقذه مما هو فيه، ونحن غريقون في بحار الذنوب والمعاصي، ولا ملجأ لنا سوى سيدنا ومولانا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فلا علينا أن نناديه ونستغيث به، ونذكره في جميع الأوقات والحالات، عسى أن يشفع لنا عند ربنا العظيم".

وقال شيخنا الإمام [محمد بن عبد الكبير الكتاني] في كتابه المسمى: "خبيئة الكون" ما نصه: "ومن حِكَم أمْرِ الله تعالى لنا بالصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم: أن شرّفنا بجريان ذكره على لساننا، وفي ذكرنا له صلى الله عليه وسلم من استجلاب الرحمات الإلهية، واستمطار الألطاف الخفية في الأرض، ما لا يعلمه إلا من كوشف به لو رأى الأمر عيانا:

وما عَجَـــبٌ إكرام ألفٍ لواحدٍ لعينٍ تُفــــــدّى ألف عينٍ وتُكرم

"فإنه لا يمكن أن يجري الله سبحانه اسم سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم على أي لسان إلا وقد قدّر الله تعالى له نوعاً من أنواع الإسعاد، إما الديني وإما الدنيوي. وأما الإكثار من ذكره الشريف المحمدي؛ فلا شك أنه ينيل أقنوم الإسعاد الديني والدنيوي. وطالما قيل: إن من عرف اسم معروف الكرخي، واسم أبيه؛ دخل الجنة. وغيره من أهل الله، فكيف من عرف اسم من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم، وأكثرَ مِن ذكره؟!!!. سيما زمانٌ طمّت فيه ظلمات المعاصي، واستولت تشعبات الران على القلب، وتكاثرت الغفلات، وعسرت التوبة النصوح، فلا على المتبصر في أموره أن يكثر من ذكر المحبوب الأعظم محل نظره تعالى من خلقه، وإذا غفر الله تعالى للإسرائيلي ذنوب مائتي سنة، وزوّجه سبعين حوراء بسبب تقبيله اسم سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فكيف بالإكثار من ذكره؟. سيما وأعطيات هذه الأمة أتم من أعطيات غيرها. قال تعال: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}. [آل عمران/ 110". اهـ منه بلفظه.

قلت: وليت شعري؛ حيث أمرنا الله تعالى بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وواعدنا عليها بالثواب الجزيل الذي لم يرتبه على عملٍ من الأعمال بالغاً ما بلغ، وذلك بعد أن أخبرنا - جل ذكره – أنه: يصلي عليه بنفسه المقدسة هو وملائكته عليهم السلام؛ فهل لذلك معنى إلا مطلوبية دوام ذكره صلى الله عليه وسلم، والإقبال عليه، والاشتغال بما يقرب منه ويدني إليه، وتعمير الأزمنة بخدمته صلى الله عليه وسلم كما يفيد ذلك التعبير بالمضارع المشعر بعدم تناهي صلاته تعالى عليه إلى الأبد؟. ثم أمر عباده بذلك؛ فكأنه تعالى يشير إلى استغراق جميع أوقاتهم في خدمة هذا النبي الكريم، والشغل به وبما يقتضي حبه وتقريبه، لما أن الشغل به صلى الله عليه وسلم شغل بالله، إذ ذكره ذكر الله، ومحبته محبة الله، وطاعته طاعة الله: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}، {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}.

وفي "الأجوبة الكبرى" لشيخ الإسلام، وعالم الأعلام؛ أبي محمد سيدي عبد القادر الفاسي، لما سأل عن معنى حديث: "إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟". إلى أن قال السائل: "أجعل صلاتي كلها لك". وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: "إذن؛ تكفى همك، ويغفر ذنبك". ما نصه:
"هذا الحديث الكريم يدل على فضيلة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وانبساط جاهه العظيم على من انقطع إليه وصدق المحبة فيه. فقوله: كم أجعل لك من صلاتي؟. أي: كم أجعل لك من الصلاة عليك من بين أذكاري ودعائي لنفسي في مهماتي. فما زال يدرجه حتى قال: أجعل لك صلاتي كلها. أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك، فيكتفي بالصلاة عليه عن دعائه لنفسه. فأخبره صلى الله عليه وسلم أنه: إن التزم ذلك؛ كفاه الله همه، وغفر ذنبه؛ إذ هو الوسيلة العظمى، والواسطة الكبرى بين الله تعالى وبين خلقه. قال تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}. وقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}".

"فذكره ذكر الله، ومحبته محبة الله، ومن اشتغل بذكر الله كفاه الله [كل] مهمة، كما جاء: من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. وكذا قال صلى الله عليه وسلم لمن جعل دعاءه كلها صلاةً: إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك".

"وكيف لا يكفى همُّه ويغفرُ ذنبه والله يصلي على عبده بصلاته على نبيه صلى الله عليه وسلم مرةً واحدةً عشراً؟. قال ابن عطاء الله: ومن صلى الله عليه مرةً واحدةً؛ كفاه الله هم الدنيا والآخرة، فكيف بمن يصلي عليه عشراً؟!. وقال ابن شافع: انبسط جاهه العظيم صلى الله عليه وسلم حتى بلغ المصلي عليه لهذا الأمر العظيم، وإلا؛ فمن أين يحصل لك أن يصلي الله عليك؟. لو عملت في عمرك كل طاعةٍ ثم صلى الله عليك صلاةً واحدةً؛ رجحت تلك الواحدة على ما عملت في عمرك من جميع الطاعات؛ لأنك تصلي على حسب وسعك، وهو يصلي على حسب ربوبيته. هذا إذا كانت صلاةً واحدةً؛ فكيف إذا صلى عليك بكل صلاة، وبين كريمين منزل واسع؟!. اهـ".

"وحاصل الحديث والله أعلم: أنه كان يدعو الله لنفسه، ويجعل من دعائه نصيباً للنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء له، ومعلومٌ أن الدعاء له صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا بالصلاة عليه، فكأنه قال: "إني أكثر الدعاء لك في جملة دعائي، فكم أجعل لك من دعائي فيما أدعوه؛ هل الربع، أو الثلث؟...إلى أن قال: إذن أجعل صلاتي لك كلها. أي: أشتغل بالصلاة عليك عن جميع مطالبي ودعائي في مآربي. فقال له: إذا فعلت ذلك؛ كفاك الله جميع مهماتك ومطالبك، فإن من كان لله كان الله له، ومن انقطع إليه آواه". اهـ منه بلفظه.

وبمقتضى هذا؛ فنقول: إن الاشتغال بذكره صلى الله عليه وسلم وبما يقتضي حبه وتقريبه؛ أفضل أعمال البر، لأن الذكر واسع على حسب مآخذ الناس ومشاربهم، ومراتبهم وما قسم لهم، فهذا فتح له في الصلاة عليه والتسليم، وهذا فتح له في مدحه والثناء عليه بما آتاه من مراتب التخصيص ربُّه العظيم، وهذا فتح له في الاستهتار بذكره، واللهج باسمه الشريف في سره وجهره، وهذا في تشخُّص صورته الكريمة، واستحضار نفحاته العميمة، وهذا في جمع أحاديثه وأخباره، ومطالعة سيره وآثاره، وهذا في ذكر شمائله الفاخرة، ومعجزاته الباهرة، وآياته الباطنة والظاهرة، وكل يسنح بما قدّر له، فيبلغ مناه وأمله:

عباراتنا شتى وحسنك واحد وكـــــــلٌ إلى ذاك الجمـــــــــال يشير

تنبيه: [رد على البلقيني في نهيه عن ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا]:

بما قدمته من جواز ذكر الأسماء المفردة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ما في فتوى البلقيني التي نقلها الحطّاب في "شرح المختصر"، عند قوله في باب الردة: "وأدب اجتهاداً في اد [كذا] وأشك للنبي صلى الله عليه وسلم". ونصه: "وسئل البلقيني عن جماعةٍ يذكرون، وفي أثناء ذكرهم يقولون: محمد. محمد. ويكررون الاسم الشريف، ويقولون آخر ذلك: ممجد. مكرم. معظم. هل يكون ذلك ذكراً ويؤجرون عليه؟، وهل فيه إساءة أدب؟، وهل ورد فيه شيء من الكتاب والسنة؟".

"فأجاب: لم يرد في ذلك آية ولا خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أثر عن الصحابة، ولا عن التابعين، ولا عن الفقهاء بعدهم، ولا ذلك من الأذكار المشروعة، ولا يؤجرون على ذلك، وهم مبتدعون شيئاً قد يقعون في إساءة الأدب. وأما قوله: محمد. ممجد. مكرم. معظم؛ فليس هذا كالذي قبله، وهو إخبار بالواقع، ولم يرد فيه ما يقتضي أن يكون مطلوباً، والقياس على ما نهى الله عنه في قوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}. [النور/ 63]، وقوله تعالى: {ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض}. [الحجرات/ 2]. ولما طلب من الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقتضي النهي عن ذلك". اهـ.

قال الحطاب: "قلت: قوله: وأما قولهم: محمد. ممجد. مكرم. معظم. من غير تكرير للاسم الشريف؛ فما قاله ظاهر، ومثل هذا قول كثير من العامة: صلوا على محمد".ٍ اهـ بلفظه، ونقله الشهاب الخفاجي في شرحه على "الشفا".

قلت: وهو مردود بما مرّ في تفسير قوله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. [الرعد/ 28]، عن علي القاري في شرح "الشفا" من قوله: "بما يذكر ويروى عنه وعن أصحابه..ثم قال: أو بمجرد ذكره وذكر أصحابه؛ فإن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، وعند نزول الرحمة يحصل للقلوب الاطمئنان والسكينة". اهـ. فقف على قوله: "أو بمجرد ذكره"، وبه فسر مجاهد الآية كما أخرجه عنه جماعة، قال: "بمحمد وأصحابه". قاله: الحافظ السيوطي في "الدر المنثور".

وتقدم عن "الشفا"، و"المواهب"، وغيرهما عن ابن عطاء في قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}، قال: "جعلتك ذكراً من ذكري؛ فمن ذكرك ذكرني، قال بعضهم: أي: جعلت اسمك الكريم نوع ذكرٍ من أذكاري، أفيض على ذاكره أسراري، وأحليه بأنواري". وقال الزرقاني في "شرح المواهب": "أي: جعلت ذكرك ذكراً من ذكري، أو كأن ذكرك عين ذكري، أو هو: مثله في التقرّب به والأجر، أو هو: معدود من أفراده". اهـ. بخ.

وقال الورتجيبي في تفسيره المسمى "عرائس البيان": "قال ابن عطاء: جعلتك ذكراً من ذكري؛ فكان من ذكرك ذكرني". اهـ.

وتقدم أيضاً قول الإمام أبي علي اليوسي في كتابه "مشرب العام والخاص"، في تعريف الذكر أنه: "ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان، وسواء في ذلك ذكر الله تعالى أو ذكر رسله وأنبيائه وأوليائه، أو من انتسب إليه"...الخ ما مر. فارجع إليه، فانظر كيف عمّم فجعل ترديد اسم كل من يُنسب إلى خير ذكراً يثاب عليه، فكيف بترديد اسم سيد الكائنات، ومن شرّفه الله تعالى على سائر المخلوقات؟!. فكيف لا يكون ترديد اسمه الكريم من أفضل القربات والطاعات، وأولى ما تعمّر به نفائس الأوقات والساعات، وتصرف إليه الهمة من أهل البدء والنهايات؟!!.

وفي أوائل الجزء الثاني من "السيرة الحلبية"، بعدما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على بكر بن وائل، وأنهم كانت بينهم وبين الفرس عداوة وحروب، ما نصه: "فلما التقوا مع الفرس؛ قال شيخهم – يعني: حارثة: ما اسم الرجل الذي دعاكم إليه؟. قالوا: محمد. قال: فهو شعاركم. فنُصروا على الفرس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بي نُصروا. أي: نصروا بذكرهم اسمي". اهـ منها باللفظ.

وذكر العارف الشعراني في "الأنوار القدسية": "إن الأولى بالأدب بالشيخ؛ أن يقول للمريد: إذا جاءك الشيطان؛ فاذكر اسم الله تعالى، أو اسم النبي صلى الله عليه وسلم، أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لأن الشيطان كان يفر من ظله".

وذكر في كتاب "عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق" ما نصه: "حدثني شيخ عرب الحمادات: محمد الحمادي سنة اثنين وسبعين وألف: أن رجلاً من قرية شباس الغربية أصابه مرض الجذام، وتمكن منه سنين عديدة، فألهمه الله تعالى ذكر الصدّيق، فصار هجيراه: أبو بكر. أبو بكر. أبو بكر. لا يزيد على ذلك ليلاً ونهاراً؛ فمن بركة هجيراه باسم أبي بكر عافاه الله تعالى من الجذام. وصدّق الراوي جماعة مستفيضة". اهـ منه بلفظه. وإذا كان هذا في ذكر الصديق والفاروق رضي الله عنهما؛ فكيف بذكر اسم متبوعهما الذي منه نالا ذلك؟!.

وليت شعري؛ هل ورد نهيٌ من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم عن إدمان ذكر الأسماء الشريفة المحمدية؟. وحيث لم يرد نهي، وكان في ذكرها قرْع لأبوابه، وجدير بأن تُفتح للسائلين والواردين؛ فلا على من أكثر من ذكره، وشغفٍ به في سره وجهره، عسى أن تشمله عطفته وعنايته، وتحصل له في الدارين شفاعته. سيما باسمه الدال على جمعه الأوصاف الحميدة.

انتهى النقل المبارك، وفيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت...رضي الله تعالى عن صاحبه وأرضاه...
Top of Form
Bottom of Form


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الناطق بالصدق والصواب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد افضل من اوتي الحكمة وفصل الخطاب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد باب الأبواب ولب الاباب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وازل عن قلوبنا بنوره ظلمة الحجاب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد والهمنا الحكمة والصواب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد واسقنا من لدنك صافي الشراب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وفهمنا اسرار الكتاب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد واجعلنا بالصلاة عليه من الأنجاب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وادخلنا حظيرة القدس في جملة الأحباب وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى سائر الأنبياء والأصفياء والأل والأصحاب
Khadimul Janabin Nabawiy
H. Rizqi Zulqornain al-batawiy

 

Tidak ada komentar: