Kamis, 07 Februari 2013

مشروعية قراءة الفدية على الميت



مشروعية قراءة الفدية على الميت
 جواب حول مشروعية قراءة الفدية على الميت؛ وهي: سبعون ألفا من "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛ تكون له فداء من النار، قال الإمام العلامة محمد الطاهر بن الحسن الكتاني المتوفى رحمه الله تعالى عام 1348، بمدينة فاس، في كتابه "مطالع السعادة في اقتران كلمتي الشهادة":

ثم بعد كتْب هذا وقفت على سؤال رُفع لشيخ الإسلام، وعالم الأعلام، خاتمة الجهابذة المحققين؛ أبي حامد سيدي العربي ابن الشيخ أبي المحاسن سيدي يوسف الفاسي، عن مسائل من الفدية: كم عددها؟، وهل الحديث فيها صحيحٌ أم لا؟، وهل يُزاد قولنا: محمدٌ رسول الله أو لا يزاد؟...إلخ...

فأجاب بما ملخصه: "إن المشهور المعروف في عدد فدية لا إله إلا الله أنه: سبعون ألفا، وهو المذكور فيما يقال إنه حديثٌ، وإن الأحاديث المذكورة في الفدية لم يصح شيء منها عند الحفّاظ، لكن بعضها حكموا عليه بأنه موضوعٌ مكذوب، كالذي يذكر في فدية لا إله إلا الله؛ فقد سئل عنه شيخ الإسلام ابن حجر فقال: هو باطل موضوع، لا تحل روايته إلا مقروناً ببيان حاله. وبعضها حكموا عليه بغاية الضعف".

"فأما الحديث الموضوع؛ فجهابذة الحديث ونقاده مطبقون على أنه لا تجوز روايته إلا مع بيان وضعه، ليحذر منه، وأنه لا يجوز العمل به مطلقا. أما مع العلم بوضعه؛ فلا أظن أحداً من أهل العلم المعتبَرين يخالف في ذلك. وأما الضعيف؛ فيعمل به في الفضائل بشروط؛ منها: أن لا يشتد ضعفه، وأن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج المخترَع الذي لا أصل له أصلاً، وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله".

"ثم إن العلماء قالوا: إذا ذكر في قول أو فعل حديث موضوع فضلا عن شديد الضعف، وكان الشرع يشهد لحسن ذلك القول أو ذلك الفعل؛ فلنا أن نقول ذلك القول أو نفعل ذلك الفعل استناداً لشهادة الشرع، لا لما ذكر في ذلك. وعلى هذا المعنى قال القاضي أبو بكر ابن العربي في حديث: سورة المائدة نِعْمت الفائدة. حديث موضوع لا يحل لمسلم اعتقاده، أما أنا فأقول: سورة المائدة نعمت الفائدة، ولا نؤثره عن أحد، ولكنه كلام حسن".

"قال الشيخ أبو عبد الله الموّاق: فكذلك أنت أيها المريد؛ إذا عثرت على خبر بفعل خير، أو كلام طيب، ووقع موقعا من قلبك، فطيب به وقتك، ولا تؤثره عن أحد إذا كان على الوصف الذي قاله مفتي تونس البرزلي: إذا شهد الشرع باعتبار جنسه، وليس في الأصول ما يخالفه؛ فاغتنمه. وقد شهد الشرع شهادة في غاية الوضوح والثبوت بفضل لا إله إلا الله محمد رسول الله
e، وإذا كان قولها مرةً واحدةً ينجي من النار بفضل الله تعالى؛ فما بالك بسبعين ألفا؟. فلذلك قال نجم الدين الغيطي بعد أن ذكر أن حديث الهيللة موضوع: ينبغي للشخص أن يفعلها اقتداءً بالسادة، وامتثالاً لقول من أوصى بها، وتبركاً بأفعالهم".

"وقد ذكر الشيخ أبو عبد الله ابن ثابت في شرحه لكفايته؛ أنه: استحب الأيمة هذا العدد الذي هو سبعون ألفاً من التهليل، وحضوا عليه. وأما قولنا: محمد رسول الله
e. فمن آكد ما يحافَظ عليه، وكثيرا ما يقتصر من يتكلم على هذه الفدية على ذكر: لا إله إلا الله. حتى أجاب شيخنا الإمام أبو عبد الله القصّار - رحمه الله تعالى - هل لا بد أن يزيد الذاكر لفظ: محمد رسول الله e، أو لا يزيده إلا على وجه الكمال؛ بأن ابن ثابت اقتصر على التهليل على ظاهر الحديث المذكور في ذلك، ولا شك أن الذي يزيد: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل بكثير، وما ذكره الشيخ السنوسي في علمكم. اهـ".

"وقد قال غير واحد من العلماء: إن كلمة التوحيد حيثما وردت في الشريعة فهي مقترنة بكلمة الرسالة لفظاً أو قصداً، وإذا ذكرت كلمة التوحيد وحدها كان ذلك جارياً مجرى الترجمة عن مجموع الكلام".

"قال ابن الفاكهاني في "المنهج": "كقولك: قرأت {الحمد لله رب العالمين}. [الفاتحة/ 1]. والمراد: جميع السورة اهـ. وقد نص الشيخ أبو عبد الله الساحلي على أنه: لا بد أن يقرن في الذكر بين الشهادتين. وقرر ذلك بما لا مزيد عليه، ونقله الشيخ أبو عبد الله السنوسي مرتضياً له، إلا أنه لم يسم قائله، وإذا كان ذلك في مطلق الذكر؛ ففي هذا المقام - الذي هو مقام الشفاعة وطلب العفو - أولى وأحرى أن يُذكر الشفيع صلى الله عليه وسلم".

"وقد سئل الشيخ أبو زكريا يحيى بن محمد السرّاج - رحمه الله - هل يشترط في الفدية أن تكون في يوم، وهل يأتي بكمال الشهادتين؟. فأجاب بأنه: لا يشترط أن تكون في يوم أو في يومين، ويكمل الشهادتين". اهـ كلام سيدي العربي الفاسي باختصار كثير، ونحوه لولد أخيه العلامة سيدي عبد القادر الفاسي حسبما في نوازله الكبرى. وانظر أجوبة العلماء في مسألة الفدية هذه؛ كالعارف الفاسي، والعلامة اليوسي، والشيخ المسناوي...وغيرهم.



اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الذي بالسر ما باح ، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الخاشع في حضرة الكريم الفتاح ، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد المرسل من لدنك بالإرشاد والإصلاح ، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد واسطة التنزيل الإلهي من سماء الأزلية إلى أرض الأرواح .



Khadimul Janabin Nabawiy
H. Rizqi Zulqornain al-Batawiy 


Top of Form

Bottom of Form

Tidak ada komentar: