Sabtu, 27 April 2013

من رسائل العلامة أكنسوس هذه الرسالة التي بعثها للعلامة سيدي الحاج الحسين الإفراني


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

أخانا في الله ومحبنا من أجله الفقيه العلامة السيد الحاج الحسين بن الحاج أحمد الإفراني ، سلام عليك ورحمة الله وبركاته، أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله لي ولك اللطف والعافية والشكر على نعمه، أما بعد فإنه بلغنا كتابك وما وجهت معه من الهدية المقبولة إن شاء الله تعالى، واصلك الله برحمته وعافيته، وبارك لك في الدين والدنيا والمال والولد، وعلمنا ما ذكرت من خبر الفقراء أهل الفحص، فاعلم أن من اشتغل بإظهار التخشع بمجرد الذكر فإنه متلاعب، كمن يصيح عند الذكر ويشطح بلا وجدان كمن وصفت، فإن هذا أمر قد ابتلي الناس به لاسيما أهل بلادكم، وقد كان السيد عبد الله بن محمد يذكر ذلك عن بعض أصحابه وكنا نهيناه ونهيناهم عن ذلك، وقد حكي أن رجلا سأل بعض الصالحين أن يريه الشيطان ليعرفه ويحترز منه عند لقيه، فقال له إذا رأيت جماعة مجتمعين على الذكر فانظر إلى من ياتيهم من ورائهم وينخسهم فإن ذلك هو الشيطان، قال فوقف على جماعة يذكرون فجاء شخص ووقف بعيدا منهم وبيده عصى طويلة، فجعل ينخس بعضهم، ومن نخس منهم صاح وتواجد، ومن سلمه الله تعالى سلم منه، فعلم من هذا أن ذلك الذي يقع من الذاكرين من الصياح والشطح ونحو ذلك إنما هو من الشيطان .

وليس هذا مثل الذي ذكره الشيخ الشعراني في البحر المورود أن بعض الفقراء كانوا يجتمعون في مسجد يذكرون الله تعالى جهرا، فنهاهم القاضي عن ذلك ومنعهم، فكانوا يذكرون سرا خوفا من القاضي، فسقطت على القاضي داره هو وأهله وأولاده وجميع الحيوان الذي يملكه ، فهذا شيء آخر، لأن القاضي إنما نهاهم عن الجهر ونحن إنما ننهاهم عن إظهار التخشع الذي ليس فيهم، وأما أولئك المذكورن في قضية الشعراني فإنهم صادقون في حالهم، ولو علمنا صدق هؤلاء ما نهيناهم، وعلامة الصدق في هذا المقام الزهد في الدنيا، وليس المراد بالزهد فيها التجرد عن الأسباب بالكلية، فإن الصادق يتعاطى الأسباب ولا تؤثر فيه كحال الصحابة رضوان الله عليهم، فإنهم يتعاطون الأسباب من التجارة والحرث وغير ذلك، ولا يشغلهم ذلك عن الله تعالى، هذا هو المراد بالزهد هنا. وأما قضية فقراء أهل العوينة من حضور النساء عندهم حالة الذكر فإن ذلك أيضا لا يجوز في هذا الوقت، وهو وقوف في موقف التهم، وقد كان رجل هنا مقدم من مقدمي الشيخ رضي الله عنه،يقال له أحمد محمود ، كان يفعل مثل ذلك في بلاد الرحامنة، فلما علمنا بذلك نهيناه بعد أن أنكر الناس عليه غاية الإنكار فانتهى، وكان أيضا بعض أصحابنا في حضرة فاس يجيز حضور النساء في الزاوية، وكان صالحا، إلا أنه لم يلتفت إلى فساد الزمان، فكان جل أصحابنا أو كلهم يعيب عليه ذلك، وكان هو يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله ، فيرد الناس عليه بفعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع زوجته عاتكة بنت يزيد بن محمد بن نفيل لما خطبها وشرطت عليه الخروج إلى شهود الجماعة بالمساجد، فتزوجها على ذلك الشرط، فكانت تخرج حتى في صلاة الفجر في حالة الظلام، فاحتال عليها بأن وقف لها يوما حتى مرت به فلمسها في عجزها، فلما رجعت قالت له : إن الزمان قد فسد، وقد لمسني رجل وأنا داخلة إلى المسجد، فمن يومئذ ما خرجت للمساجد، ولهذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : لو رءاى النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث في الزمان لمنع النساء من الخروج للمساجد ، فهذا دليل يرد ما استدل به ذلك الرجل من الحديث الأول، وحاصله أن خروج النساء للمساجد فتنه وفساد في الأرض، فما فعله ذلك المقدم الحاج محمد البوعمراني من نهر الفقراء هو الصواب جازاه الله خيرا، فاكتب أنت أيضا كذلك، وانههم عن ذلك حفظك الله .

وأما طلبك الإذن في كيفية السلوك بصلاة الفاتح لما أغلق فإنه يكفي في ذلك ورد الشيخ رضي الله عنه، وقد نقلت عنه رضي الله عنه كيفية في ذلك تحصل بها مشاهدة الجمال المحمدي صلى الله عليه وسلم لكنها شاقة غاية، ولم نرى أحدا من أصحابنا سلكها، لأن الزمان قد تضايقت أناؤه عن مثل تلك المشاق لاشتغال الناس بالأسباب العادية، ولا يمكن ذلك إلا للمتجرد عن جميع الأسباب كحالة المتصوفة أهل الخلوات، وقد قلنا أن ورد الشيخ رضي الله عنه يغني عن ذلك لمن أراد السلامة .

وأما ما ذكرت من شهود الفقراء لمواسم العامة عند ضرائح المشايخ وحضور دعواتهم، فإن ذلك موكول إلى باطن المريد، فإن كان قلبه يتعلق بصاحب ذلك الضريح ورجائه فهذا هو المنهي عنه، وإن كان إنما يدعو الله تبارك وتعالى من غير تعلق قلبه بمن ذكر فلا جرم عليه في ذلك .
وأما ما ذكرت عن اسمه تعالى اللطيف، فإن كيفية ذكر اللطيف بمراتبه الثلاثة معلومة، وهي الصغير والوسط والكبير، هذا مقرر عند الشيخ رضي الله عنه وعند غيره، وكان رضي الله عنه يحض على الكبير في المسائل الكبار، ويقول إنه في دفع الشدائد والنوائب العظام كالسيف القاطع، وقد ذكر ابن حجر كيفية في ذكر اللطيف بلفظ التعريف من غير ياء النداء هذا العدد 4444 ويزجر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على رؤوس المراتب إلا في الألاف، فيزجر على رؤوس المائات، وقال ابن حجر أنه يحل القضاء المنبرم، وأما ما ذكرت من أسرار الذكر المروية عن سيدنا رضي الله عنه، فإن الناس على قسمين، العامة والخاصة، وكل قسم إنما ينبغي له أن يشتغل بمقامه الذي أقامه الله فيه، ولا يتشوف العامة إلى حال الخاصة، فإن مقامك حيث أقامك، لكن ما لا يمكن كله لا يترك كله، والذي ينبغي لفقرائنا بعد القيام بوظائف الطريقة أن لا يغفلوا عن ذكر اسم الجلالة كلما حصل عندهم فراغ من الأذكار اللازمة في الطريقة والأشغال العادية، فيذكروا اسم الجلالة على كل حال كان الذاكر قائما أو قاعدا أو راكبا أو راجلا دائما بغير شرط ولا عدد مخصوص، ومن قدر على أن يتخد وقتا يختفي فيه بربه ويذكر الجلالة بعدد مخصوص يقدر عليه كل يوم بحيث لا يتركه فذلك أنسب ولو ألفا واحدا فأكثر، ومن زاد زيد له، والذي تقرر في هذا عند المشايخ هو عدد 16000 عدد الأنفاس في كل يوم، قال الشيخ الشعراني رضي الله عنه : فمن أراد أن يعدها عدا فليفعل، ومن أراد أن يذكر 45 درجة من غير سبحة ولا عدد، فذلك هو المشار إليه ثلاث سوائع لمن كانت عنده المجانة أو رملية، هذا هو طريق الخاصة، فمن وفقه  الله تبارك وتعالى لذلك لا يحتاج لغيره، وشيخنا رضي الله عنه لم يأذن في هذا السلوك إلا لخاصة الخاصة بطريق الخلوة وشروطها، وقد ذكرنا أولا أن ما لا يمكن كله لا يترك كله، فليعمل العامل ما قدر عليه والسلام في 14 رجب الفرد عام 1289هـ محمد بن أحمد أكنسوس لطف الله به

Khadimul Janabin Nabawiy
H. Rizqi Zulqornain al-Batawiy

Tidak ada komentar: