سيدي الحاج أحمد بن الحاج علي بن محمد الكشطي
شيخ شيوخنا عمدة العلماء العاملين، ونخبة الفضلاء المحققين، و زبدة
السادة الأتقياء الواصلين، من شيد صروح العلوم، وقيد شوارد المنطوق منه والمفهوم،
وتلاطمت أمواج عرفانه، وتواترت في الخافقين براهين بيانه، أوحد أهل زمانه، ومفرد
عصره وأوانه، الفقيه الصوفي المدرس النفاعة العلامة البركة سيدي الحاج أحمد بن
الحاج علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد فتحاً بن علي بن همو التناني الفسفاسي
الكشطي، من أعلام الطريقة الأحمدية التجانية بسوس، ولد عام 1310 هـ بقبيلة
إداوتنان، أحدى قبائل الجهة الغربية من جبال الأطلس الكبير،
أخذ العلم عن جماعة من خيرة علماء وقته الأكياس، بموطنه سوس ومدينة بفاس، حيث أخذ بهذه الأخيرة عن مجموعة من كبار فقهاء القرويين كأحمد بن الخياط، ومحمد فتحا القادري، واحمد بن الجيلالي الامغاري وغيرهم.
ولدى عودته لقبيلته إداوتنان لازم بها مجالس العلامة الكبير والجهبيذ الشهير الفقيه المدرس المقدم سيدي محمد فتحا بن عبد الله التناني التفكغتي حيث كان يحظى لدى هذا الفقيه بالعناية الفائقة، والمكانة الرائقة، اعتبارا لما كان يتوسم فيه من سكينة وصلاح، وتواضع وخفض جناح، فضلا على ما كان يتميز به من ذهن ثاقب، وتفكير دقيق صائب، وقدرة على الاستيعاب، وجودة الملكة. وحصافة رأي ونباهة، وطيب أخلاق ونزاهة.
وقد وتجاوبت بصدى ذكره العاطر المحافل، وبلغ في العلم والولاية والصلاح رتبة يقصر عن إدراكها المتناول، لما كان يتمتع به من رسوخ وسعة إطلاع وإتقان، وحزم في الدين وعلو همة، مع زهد وتعفف وصيانة، يستصبح بضياء علومه في المعضلات،ويرجع إليه في حل المشكلات، فهو المحجة الواضحة، والحجة البالغة الراجحة.
وهو من أجل وخاصة خاصة تلاميذة وخلفاء الإمام الهمام قطب مركز دائرة العرفان، وأعجوبة الزمان، سيدنا وسندنا أبي على سيدي الحاج الأحسن بن أبي جماعة البعقيلي السوسي أصلا البيضاوي قرارا رضي الله عنه وعنا به وقدس سره المصون..
وظل بالمدرسة الإسلامية العتيقة آلما في رباط وجهاد، مشمر على ساق الجد والاجتهاد ، في التدريس ونفع العباد، إلى أن وافته المنية رحمه الله ليلة الأحد 25 صفر الخير عام 1374 هـ وله مؤلفات منها: التعريف بالبلدة التنانية ذات المواهب الربانية، ومورد الظمآن في نسب خير ولد عدنان، وتحفة النبيل بالصلاة إيماء في طاموبيل.. وغيرها.
قدس الله روحه ونور ضريحه آمين.
1 komentar:
Alhamdulillah
Posting Komentar