Minggu, 01 September 2013

مذاقات العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارفين

مذاقات العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارفين 
بقلم: جليل النظيـــــــــــــــــــفي 


يقول الإمام البعقيلي رضي الله عنه في كتابه الشرب الصافي منوها بأصحاب التقديم في طريقتنا الفضليةوعلى جلالة قدرهم:
الفقير من تجرد قلبه مما سوى الله اعتمادا وشوقا وميلا، فهم أهل الطبقة الوسطى، وهم كثيرون جدا وهم المقدمون عنده، عند الدلالة على الله فإنهم فانون في حضرة الله، فلا تمنيهم المراتب ولا تغويهم الأحوال ،ولا يعرجون إلى أعمالهم وأنسابهم، وإنما اسندوا في أمورهم كلها إلى ربهم بالفطرة التجانية، فان الله تعالى بفضله جعل مركز نظرهم إلى ربهم، فلا تجد فقيرا مقدما يحول على غير الله، وإنما يبوح بالله ويسند إليه الأمر كله، ولا يحب من يصفه بغير الافتقار لربه، فنظره لربه وعمله لربه، وهو مقصور عليه ومحبوس، فلو سأله ربه ما تريد لقال:أنت محبوبي ،فانه مهيم به .ولو رايتهم أيها الجاهل بهم على منوال الناس، فإنهم الناس حقيقة لكنهم مباينون على ربهم تسبيحا، فانون دائمون حيارى في ربهم، فربما تنظر إليهم وتظن أنهم فانون في الدنيا، فإنهم فانون عنها ،فأضافهم النبي الكريم إليه ،يعني مني إليك، والتلاميذ متعلقون بي بأي نوع من التعلقات ،بحسب الظاهر فإنهم متعلقون بي، فأكرم نزلهم بما عندك على سبيل الوساطة، وإلا فهم تلاميذي حقيقة، وإنما جعلتهم في حجرك تعظيما لك ولهم. 

قلت معلقا على موضوع: حـقـيـقـة الـتـربية فـي الـطـريـقـة الـتجـانـيـة لسيدي عبد الحكيم النظيفي رضي الله عنه ما نصه:
لا يختلف اثنان من ذوي الفهم والذوق السليم في طريقتنا الغراء أن الشيخ المربي الحقيقي في الطريقة الفضلية التيجانية بالأصالة هو سيدنا الشيخ التيجاني رضي الله عنه وأرضاه عنا ، و من تم فهو يقوم حقيقة و لا مناص مقام التربية بالنيابة عن حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه و سلم ، و أن ربط المريد بحضرة شيخه بطريق الواسطة الذي هو المقدم الملقن المباشر و الذي وجب شكره و تعظيمه و تبجيله حيث أنه لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط ، و من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، قلنا أن هذا الربط بحضرة سيدنا الشيخ ما هو في الحقيقة إلا ربط بحضرة سيدنا النبي الواسطة العظمى .

و التربية في طريقة المن و الفضل سائرة الى يوم القيامة لا تنفك لها آصرة طرفة عين ما بين المريد و المراد و الواسطة الذي هو الشيخ ، و لا تحصر في مشرب بعينه أو مقدم او شيخ نائب بل هي عالمية متسعة وارثة بوراثة شيخها لجميع الكمالات الإلهية ، لا يسعها إلا اتساع دائرة الاسلام فحيثما كان الاسلام كانت الطريقة التيجانية حاضرة بمددها و مديدها فيضة تلو فيضة إلى منتهى الفيضة الكبرى وعدا غير مكذوب . فالغرض من الموضوع أعلاه هو تبيان اتساع هذه الدائرة الفضلية المنيفة وأنه لا ينبغي التحجير على واسع أوسعه الله الذي يفعل في ملكه ما يشاء تحت أي مسمى كان .

فساداتنا المقدمون أصحاب الأهلية و الإذن هم الإذن الساري و مظهر من مظاهر التربية في الطريقة ، فلولاهم ما انتشرت الطريقة في الأصقاع و لاحت بشائر الذكر في البقاع ، فهم الزوايا العامرة بذكر الله و الصلاة على رسوله ، فحقيقتهم في مقام التربية بالنيابة و أما السادة الشيوخ فهم خلفاء هذه الطريقة بعد انتقال سيدنا الشيخ رضي الله عنه إلى دار البقاء باعترافه قيد حياته بالنيابة عنه في كل ما يلي لإمامي الحضرة علي الحرازم و علي التماسيني 
رضي الله عنهم و نفعنا بقوتهم و مددهم .



Tidak ada komentar: